محمود عبد الوهاب قاص عراقي بصري من جيل الرواد، عرف أديباً بانه متنوع الإنتاج متميز الإبداع مع أنه من أكثر المقلين بين مبدعي جيله، فهو أديب كتب القصة القصيرة والرواية والشعر والمقالة النقدية والمسرحية وله باع في الترجمة، وقد برز اسمه منذ مطلع الخمسينيات وتحديداً عام 1951، وعلى الرغم من قلّة نتاجه فانه نوعي الابداع متميز الشخصية ونتاجه القصصي ذو نكهة خاصة جدير بالدراسة، وعن قلّة نتاجه قياساً لأدباء جيله يقول: " لابدّ من أن تجزم بأنك الأفضل عند النشر، قصة واحدة قد يطول الجدل فيها لتميزها".
يذكر أن القاص الراحل ولد في بغداد عام 1929، ثم أكمل دراسته فيها، ولقد تخرج مطلع الخمسينيات من جامعة بغداد، ونال أعلى درجة في دفعته بكلية الآداب، وعين مديرا لإحدى مدارس مدينة البصرة. وتم فصله في الستينيات من وظيفته لنشاطه السياسي، وتعرض إلى السجن، واضطر إلى العمل قاطع تذاكر، ثم مديرا لسينما الكرنك في البصرة. والتحق بجامعة عين شمس المصرية لدراسة الدكتوراه الا ان حالته المادية حالت دون إكماله دراسته في مصر.
ثم عمل بعد ذلك في محطة السكك الحديد بائعاً تذاكر المسافرين وكانت إحدى قصصه هي التي دفعته إلى هذا العمل الذي غادره ليعمل مديراً لإحدى صالات العرض السينمائية في البصرة بعدما وجد في هذا العمل ما يبقيه قريباً من اهتماماته.
ولقد نشر عبد الوهاب أول قصة في مجلة «الآداب» البيروتية عام 1954 وكان عنوانها «القطار الصاعد إلى بغداد». ومن قصصه الشهيرة «سيرة بحجم الكف» و«رائحة الشتاء» التي حملت في عام 1997 عنواناً لمجموعته القصصية الأولى والأخيرة والتي كتبت في تباعد زمني.
عمل مدرساً للغة العربية في مدارس البصرة الثانوية ، ثم اختصاصياً تربوياً لمادة اللغة العربية في مديرية تربية البصرة ، ثم تقاعد عن العمل الوظيفي عام 1992 ، أسهم الأديب محمود عبد الوهاب في تحرير عدد من الصفحات الثقافية لجريدة البصرة في الخمسينيات وكتب مقالات لا تحصى في الصحف العربية والعراقية وكان عضواً بارزاً في اتحاد الأدباء في العراق.
مصدر : MWAK